العرب مهددون بالعطش: 19 دولة تحت خط الفقر المائي والبقية في الطريق.. و65% منهم يستوردون المياه نصيب الفرد يمثل 10% من المتوسط العالمي والبنك الدولي يدعو إلي معالجة مياه الصرف |
نهي حامد |
![]() أكد الدكتور أحمد جويلي الأمين العام للمجلس العربي للوحدة الاقتصادية إن هناك ندرة حقيقية في المياه في العالم العربي موضحاً أن نصيب الفرد العربي من المياه لا يتخطي 800 متر تمثل 10% من المتوسط العالمي البالغ 8 آلاف متر مكعب.. وحذر من أن عدد الدول العربية التي تقع تحت خط الفقر المائي حاليا يتجاوز 19 دولة مشيراً إلي أن جميع الدول العربية ستقع تحت خط الفقر عام 2025 وذلك وفقاً للمعدل الذي حددته الأمم المتحدة لقياس مستوي الفقر المائي إذا قل نصيب الفرد من الماء عن ألف متر مكعب. تحذير دولي من جانبه حذر البنك الدولي من أن دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ستواجه أزمة مياه خانقة ما لم تخصص الاستثمارات الكافية لهذا القطاع بصورة عاجلة. قال البنك في تقرير له عن وضع المياه في الوطن العربي إن حصة الفرد من المياه ستتراجع الي النصف في عام 2050.. وأشار إلي أن التغيرات المناخية والنمو السكاني سيفاقمان من حدة هذه المشكلة. ودعا البنك الدولي دول المنطقة الي معالجة مياه الصرف واقامة شبكات مياه أكثر وكفاءة وترشيد استخدام المياه. الأزمة بين الكم والنوع يري البعض أن أزمة المياه تقتصر علي عدم توافر الموارد المائية إلا أن للأزمة أبعاداً أخري تتمثل في عدم إمكانية الوصول إلي المياه وهو الأمر الذي أكده تقرير حديث وأشار إلي أن مقياس الفقر المائي يتوقف علي جوانب كمية خاصة بمدي توفر المياه للأفراد من خلال حساب متوسط نصيب الفرد بينما يتعلق الجانب الآخر بنوعية المياه ومدي إمكانية الحصول علي المياه من خلال علاقة الفرد بمصدر المياه النقية حيث لا تكفي وفرة المياه فقط ولكن يجب أن تكون صالحة للاستخدام. وتتمثل مشكلات المياه في العالم العربي في عدة نقاط أهمها عدم كفاية الموارد المائية بسبب وقوع الوطن العربي في المنطقة الجافة إضافة إلي قصر موسم الأمطار ونسبة التبخر العالية التي ترتفع في بعض المناطق العربية وهو ما يجبر تلك الدول علي الاعتماد بنسبة 65% علي الموارد المائية من خارج حدودها.. والمشكلة الثانية هي المياه الدولية المشتركة مع دول الجوار والتي تشهد نزاعا فيما بين بعض الدول العربية وأخري مجاورة علي الرغم من وجود اتفاقيات دولية تكفل حقوق الجميع. الخليج والعطش المزمن تتجسد مخاطر أزمة المياه عربيا في منطقة الخليج بشكل واضح.. فالمشكلة هناك تأخذ شكلاً يتعلق بالعوامل الطبيعية وليس له علاقة بالسياسة أو الاتفاقيات الدولية.. تكمن الأزمة في نقص المصادر الطبيعية للمياه في دول مجلس التعاون الخليجي بالإضافة إلي التصحر وقلة معدلات الأمطار وعدم وجود أنهار وتزايد حجم الطلب علي المياه بشكل مطرد وبمعدل متضاعف من سنة إلي أخري نتيجة زيادة السكان. أشارت إحصائيات رسمية الي زيادة الطلب علي المياه في منطقة الخليج من 6 مليارات متر مكعب في عام 1980 إلي 70 مليار متر مكعب في عام 2006 ويتوقع أن يرتفع بحلول العام 2020 إلي أكثر من 50 مليار متر مكعب يستهلك قطاع الزراعة منها أكثر من 85% مقابل 13% لمياه الشرب في حين لا يزيد نصيب قطاع الصناعة منها علي 2% تقريبا. وعلي الرغم من ذلك تعتبر دول الخليج من أكثر دول العالم استخداماً للأساليب التقنية الحديثة في معالجة مشكلة شح المياه.. فالمملكة العربية السعودية هي الأولي عالمياً في حجم المياه المحلاة حيث تمتلك 27 محطة تحلية تلبي 70% من الطلب علي مياه الشرب كما أنها تقدم 27% من الإنتاج العالمي للمياه المقطرة وتليها الإمارات ثم الكويت ويبلغ إجمالي إنتاج دول الخليج من المياه المحلاة ما بين 11 إلي 99 مليون متر مكعب يومياً وهذا ما يفسر اعتماد دول الخليج علي المياه المحلاة في استهلاكها. يؤكد سلمان القلاف عضو جمعية المهندسين الكويتية: "أن دول مجلس التعاون ليس لديها سياسة مائية واحدة رغم أن المشكلة العامة بين دول الخليج وأسبابها مشتركة فإن التعامل معها فردي وليس جماعياً ويتفاوت من دولة إلي أخري وفقاً لاعتبارات عديدة أهمها مدي تأثر كل دولة بالعجز المائي ومدي مساهمة الموارد المتاحة لها في تغطية هذا العجز". يضيف القلاف: "أن بعض الفروق الجيولوجية بين دول الخليج أثرت في طرق تعاملها مع أزمة المياه سلبياً فعلي سبيل المثال طبيعة الأراضي السعودية وطول سواحلها المطلة علي الخليج والبحر الأحمر جعل تحلية المياه الوسيلة الأكثر ضماناً وجدوي اقتصادياً لزيادة المتاح من المياه الصالحة للاستخدام.. وبالمقارنة فإن صغر مساحة الأراضي الكويتية والطول المحدود لساحلها المطل علي الخليج دفع الحكومة الكويتية إلي البحث عن مصدر آخر لتوريد المياه ولذلك اتجهت إلي إيران لاستيراد المياه منها نظراً إلي قرب المسافة بين البلدين ولوفرة المصادر المائية العذبة في الأراضي الإيرانية". وضع خطير إذا كانت دول الخليج استطاعت بامكانيتها المادية توفير الماء ولو بشكل جزئي لمواطنيها إلا أن الأردن مازالت تكافح للخروج من حزام الفقر المائي حيث تعتبر الاردن من إحدي الدول المعرضة للجفاف خلال السنوات القادمة. تشهد الاردن هبوطاً مستمراً في مستوي مياه الآبار الجوفية وارتفاع في ملوحتها مع هبوط غير مسبوق في منسوب التدفق في نهر اليرموك وهو ما ينذر بإعلان الجفاف في البلاد رسميا الأمر الذي يتطلب استيراد المياه من إسرائيل. وبالرغم من الفقر المائي المدقع في الأردن إلا أن الأرقام الصادرة من وزارة المياه والري تشير إلي أن هناك ما لا يقل عن 45% من إمدادات المياه تضيع بسبب التسربات وسوء الاستخدام.. إضافة إلي ذلك فهناك مشاكل تتحمل الحكومة جزءاً منها أهمها أعطال وتلف شبكات الصرف الصحي التي أدت إلي حدوث حالات تلوث خطير في المياه. استراتيجية عربية موحدة أكد غازي إسماعيل ربابعة أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الأردنية خلال محاضرة ألقاها في أبوظبي بعنوان "معضلة المياه في الشرق الأوسط " "أن أزمة المياه لم تأخذ نصيبها من الاهتمام علي الصعيد القومي العربي حيث لا توجد استراتيجية عربية موحدة تتعامل مع هذه الأزمة المتفاقمة لوضع حلول عملية وعلمية للمشكلات الداخلية أو التحديات الخارجية".. مشدداً علي أن تحقيق الأمن المائي العربي ممكن طالما وضعت الخطط المناسبة والبدائل القابلة للتنفيذ مع اتخاذ كافة التدابير للحفاظ علي المياه. |
أسماء الله الحسني

الوقت
المواضيع الأخيرة
عدد الزوار
.: عدد زوار المنتدى :.
أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 2 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 2 زائر
لا أحد
أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 18 بتاريخ الإثنين يونيو 13, 2016 8:28 pm
احصائيات
أعضاؤنا قدموا 111 مساهمة في هذا المنتدى في 96 موضوع
هذا المنتدى يتوفر على 18 عُضو.
آخر عُضو مُسجل هو Dr_Faust فمرحباً به.
جريدة الجمهورية // العرب مهددون بالعطش
Admin- Admin
- عدد المساهمات : 53
نقاط : 182
تاريخ التسجيل : 03/03/2010
- مساهمة رقم 1
» دعوة لإزالة كشك خشبى امام كوبرى البخارى
» ندوات الموطنة بالتنسيق بين مجلس مدينة الزرقا والتربية والتعليم
» مسابقة أوائل الطلبة بمركز الزرقا
» استنكار السيد/رئيس مركز الزرقا و جميع العاملين/ حادث كنيسة القديسين
» استنكارمعهد الزرقا الاعدادى الثانوى لحادث كنيسة القدسين
» استئناف مشروعات الصرف الصحى بقرى مركز الزرقا
» حوار مع سجــادة صلاة
» حوار مع سجــادة صلاة
» الطريقة الصحيحة لإستعمال وحفظ الادوية
» تلميذ وعالم
» شمعة وسط الظلام البيئى
» دعوة لازالة العائق الخرسانى المقام على طريق دمياط بطول مدينة الزرقا
» تهنئه لسياده العميد/ممدوح هجرس بمناسبه الترقيه لدرجه وكيل وزاره
» الصرف الصحى فى قرى مركز الزرقا
» تهنئـه بمناسبه عيد دمياط القومى
» السمــاء لاتمطــــر ذهــبا
» الاطفـــــال والبيئــــه
» البيئة ومفهومها وعلاقتها بالإنسان
» تأثير المجالات الكهرومغناطيسية علي الأنسان والأجهزة
» التدخين
» التلوث
» دراسه جدوى لمشروع انتاج الصابون
» الجمعيات الاهليه فى مصر
» تسع أسرار لقلب أكثر صحة
» ترشيد الاستهلاك
» ســـــاعه الارض
» الزعيم مصطفي كامل
» طلعت حرب
» حقوق وواجبات الموظف العام .
» فن صناعة الأثاث بدمياط
» فن الرسم على غبار زجاج السيارات
» نصائح للحفاظ علي البيئة
» جريدة الجمهورية /*/ 1.5 مليون طفل يموتون سنوياً بسبب التلوث
» جريدة الجمهورية // العرب مهددون بالعطش
» حساسية الأنف .. ما هي
» الكولسترول .. الوقاية خير من العلاج
» الرياضة أفضل سلاح لمواجهة الامراض
» نصائح طبية عامة
» صداع الجيوب الأنفية ... اسبابة و طرق تخفيفه
» التعليم في مصر
» ماذا تعرف عن نهر النيل
» نصائح عن الصحة - نصائح صحية
» مصعب بن عمير
» البخاري
» واجبات العمال
» تفتيش العمل والضبطية القضائية والعقوبات
» السلامة والصحة المهنية وتأمين بيئة العمل
» اهوال القبور
» موسوعه عن عثمان بن عفان